responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 496
قم يا فلان، وأنت يا فلان، فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام بين يديه من المهاجرين والأنصار أهل بدر، فشقّ ذلك على من أقيم من مجلسه، وعرف النبى صلى الله عليه وسلم الكراهة فى وجوههم [1]. فقال المنافقون: ألستم تزعمون أن صاحبكم هذا يعدل بين الناس؟ والله ما رأيناه قبل عدل على هؤلاء، إن قوما أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب من نبيهم فأقامهم وأجلس من أبطأ عنه [2]. فبلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" رحم الله رجلا يفسح لأخيه" فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعا فيفسح القوم لإخوانهم، ونزلت هذه الآية يوم الجمعة. رواه ابن أبى حاتم.
وقال أبو العالية والقرظى والحسن: وروى عن ابن عباس: أن الآية فى مجالس القتال والحرب، كان الرجل يأتى القوم فى الصف فيقول: توسّعوا، فيأبون عليهم لحرصهم على القتال ورغبتهم فى الشهادة، فأنزل الله الآية الكريمة [3].
والأول أشهر وأرجح. والآية تحتملهما معا، وتحتمل غيرهما من معانى الشركة فى الخير، وإفساح المجال فيه للمؤمنين والمبادرة إليه [4].

[شرح الآيات]
ويكون معنى الآية الكريمة على هذا: يا أيها الذين آمنوا إذا طلب إليكم إخوانكم أن تتفسحوا فى المجالس وتوسّعوا لهم فيها، فاسمعوا لهم ومكّنوهم من ذلك، وراعوا
المنازل والأقدار، فقدّموا أهل الإيمان والعلم أولا، ثم من يليهم، وأنزلوا الناس- فى ذلك- منازلهم. والله بما تعملون خبير.
وتكون الآية حينئذ إقرارا للرسول صلى الله عليه وسلم على فعله من إقامته للمسبوقين، وإذنه لأولى السابقة من البدريين باحتلال أمكنتهم، وعلى ذلك يكون من حقّ الرئيس أو الكبير أن يأمر بهذا من هم أقل منه فى مجلسه.

[1] انظر: الدر المنثور (6/ 271).
[2] انظر: تفسير القرطبى (17/ 297).
[3] انظر: تفسير الطبرى (12/ 18) وتفسير البغوى (8/ 58).
[4] ذهب الطبرى إلى هذا الترجيح وإلى الجمع أيضا انظر: تفسير الطبرى (12/ 18)، والقرطبى كذلك، انظر: تفسير القرطبى (17/ 297).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست